فيـروس التهاب العيون يجتاح برجا الشوف
ناهز عدد المصابين في بلدتنا برجا الشوف بمرض ” التهابات ملتحمة العين ” الخمسمائة اصابة ، وهو ما يعرف بالعين الحمراء . وهو عبارة عن التهاب غشاء الملتحمة الذي يغطي بياض العين ويبطن الجفون من مقلة العين ، وهو داء معدٍ يصيب البشر في مختلف المراحل العمرية .وقد أكدت الدكتورة سونيا درويش الغوش طبيبة العيون لموقع بلدة برجا أن الإصابات يصعب تعدادها أو حصرها ، ذلك أن حارات وبيوتاً بأكملها أصيبت بهذا الفيروس . وغالباً ما يأتي الى عيادتنا فردٌ واحد من الأسرة .وعزت الدكتورة الغوش أسباباً عديدة لهذا الوباء لا سيما أنه ترافق مع موجة الحر الشديد التي ضربت لبنان منذ أول آب 2010.هذا وكتبت صحيفة السفير عن هذا الفيروس تقول : “يعاني عدد من اللبنانيــين في مختلف المناطق اللبــنانية ورمــاً في عيونهم اعتــبروه «رمداً ربيعياً»، لكنه بحسب اختصاصيي طب وجراحــة العــين الدكتور سامي الهاشم وأكرم زغيب هو فيروس يعرّف طبّياً بالـ«conjonctivite virale et aigue».
ويعتبر زغيب أن ما يعاني منه اللبنانيون اليوم هو وباء، بينما لا يرى فيه الهاشم إلا حالة عامة تفاقمت بفعل موجة الحرّ والرطوبة. ويفسّر أنه كلما ارتفعت درجات الحرارة أصبحت الفيروسات أقوى وتفشت أكثر وأسرع. وذلك من دون استبعاد فرضية أن «يكون الفيروس نفسه قد تحوّل بنيوياً فأصبح أقوى وأشدّ أذية».
وإذ يرى الهــاشم زيــادة بنسـبة 20 في المئــة لجهة الإصــابة بهذا الفيروس مقــارنة بالسنوات الماضية، يلفت زغيب إلى أنه رصد في منطقة واحدة 300 حالة.
وتؤدي الإصــابة بهذا الفيروس إلى حكاك في العــين ودموع واحمرار، تتطور لتتحــول إلى ورم والتصاق بالجــفون عــند الصباح أو لدى الاستيــقاظ من النــوم. وإذا ما تفاقمت حالة المريــض يصاب بالتهاب بالعقـدة اللمفاوية.
ويشرح الهاشم أن ارتياد المسابح العامة والتعرّض لأشعة الشمس أو الجلوس مقابل المكيفات والمراوح من شأنه أن يعزز من الإصابة بهذا الفيروس. فـ«المسابح العامة مكان يجذب الميكروبات على اختلافها لا سيما إن كان يعتمد فيها على التكرير من دون تبديل المياه دورياً، أي كل ثلاثة أو أربعة أيام. كما أن الشمس تجعل الفيروس أكثر نشاطاً، تماماً كما المكيفات والمراوح التي تؤدي إلى خلل في شرايين بتبريدها العين المصابة، لأنها تكون «حامية».
لكنّ الهاشم قبل كل ذلك يرى، كما زغيب، أن عدم مراعاة معايير النظافة العــامة هو السبب الرئيس وراء الإصابة بهذا الفيروس.
أما الوقاية منه فتتمثل بعدم لمس أو الاقتراب من العين المصابة أو استخدام الأدوات الشخصية للشخص المصاب كالمنشفة أو السرير. كما انه على المريــض غسل يديه باستــمرار وتعقيــمها إن لزم الأمر، و«المكــوث فــي المــنزل لثلاثة أيام لعدم إصابة الآخرين بالعدوى» بحـسب الهاشم.
فعلياً لا علاج لهذا الفيروس لأنه «كما أصيب به المريض سيشفى منه في فترة تتراوح بين الأسبوع والعشرة أيام» يقول زغيب، «الا أننا نصف مضاداً للالتهاب تجنباً للمضاعفات» أو للتخفيف من «انزعاج» المريض، كما يعبّر الهاشم.
وهما يشيران أن تفاقم الإصابة قد تطال قرنــية العــين، فتصاب ببقع بيــضاء يتطلب علاجها أشهراً.
وبينما يوصي زغيب بالتنبّه إلى الأطفال من الإصابة بالفيروس لا سيما وأن مناعتهم أقل من مناعة الكبار، يعتبر الهاشم أن ارتداء العدسات اللاصــقة من شأنه أن يزيد من احتــمال الإصــابة به في حال لم تراعَ معايير النــظافة العامة والشخصية. ويفصح الطبيبان أن الإصابة بعين قد تنتقل إلى العين الأخرى لدى غالبية المصابين.”