سلام لرجل العلم والطب والخير
قال عنه صديقه د . محمد حسن الكجك : حين خلع ثوب العمليات , لم يلّوح لنا بمنديل الوداع , وحين إرتجفَ القلبُ , وزاغ البصر , وأرتعدت غرفة العمليات , وأطفئت أنوارها , خائفة من الخبر ، أدركتُ أن أحمد قد أخذ مكانه خلفَ الشمسِ بعدما توكل على الله وقرر السفر.
هل سمعت نصفاً يرثي نصفه الآخر ؟ هل رأيت عيناً تبكي أختها ؟ هل تشعرون معي بقلب انشطر ؟ أأرثيك أم أتذكر ؟ أحادثك كالعادة أم أتفكر ؟ أحتار بأمري أم أتدبر ؟ أستغفرك ربي وأتوب إليك … أحمد… أخسرت بفقدانك أخاً ؟ نعم … أخسرت بفراقك صديقاً ؟ نعم … أخسرت برحيلك أنيساً ؟ نعم … أخسر الطب جراحاً أنامله من ذهب ؟ نعم ونعم ونعم .
من صافحَ والدك أحسّ بكتلةِ نارٍ تتسلل من القلب إلى راحة الكف … صمت أولادك قوي ومؤلم … زوجتك تشم رائحة عطرك , وتخفف من لسعة الألم في صدرها بزخات نعاس … نحيبُ الرجال , وزغاريد الصبايا في برجا تَزفَّ حكيمها الذي رحل .
أحمد…
كنت أقول لمرضاك ومحبيك في العيادة ان الدكتور أحمد مسافر وسوف يعود بعد شهر, ولأول مرة لم تفِ بالوعد.
وسوف أبقى أقول لهم أنك على سفر, ولا أذكر العودة … فأنت حتماً سعيدٌ حيث أنت في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.
أحمد…
ترافقنا منذ العام 1970 وأراك أخذت معك ثلاثة أرباع عمري وتركتني أتدبر أمري بعون الله بالجزء الباقي.
نحن على وعد
سلام لك … وسلام عليك …
شيخ الجامع الكبير في برجا الشوف جمال جميل بشاشة رثاه في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي أقيم عن روحه يوم الأحد 8 ربيع الأول هـ 16 آذار 2008 م عقب صلاة المغرب في جامع برجا الكبير فقال :
في هذه الأمسية العاطرة بذكر الله والصلاة على محمد , وفي هذه الليلة المحمدية من ليالي جامع برجا الكبير المجيدة , وباسمكم جميعاً إخواني وأخواتي , وبهتاف وفائكم لذكره الفواح في ربوع برجا وناسها , نُهدي هذا المجلس من مجالس النبوة لرجل عَلَم من أعلام برجا … كان مهوى قلوب الناس , ومعقد رجاء الفقراء , كان أمة في العلم, وأمة في الطب, وأمة في الخير.
قلَّ في ميدانه من كانَ كالدكتور أحمد منذر شبو في سماحة نفسه , وسجاحة خلقه , ونبل شعوره , وسمو تواضعه , وظرف شمائله.
فتح الله عليه في العلم والطب فأغدق على ناس بلدته وسكان القرى والدساكر مما أنعم الله به عليه … نعم فقدته برجا والناس , وفقد العالم له من الآثار ما له في حياة الأمم والشعوب , فأهل العلم هم مصابيح الهدى , كالنجوم في ظلمات البر والبحر.
إن ذكره رحمة الله عليه سيبقى في دفاتر الزمان , وعلى ألسنة الخلق , فهي أقلام الحق , وفي صحائف الخير والعطاء والإحسان ، فضلاً عما ادخر له عند الله سبحانه وتعالى.
الدكتور أحمد منذر شبّو في سطور
- ولد الدكتور أحمد منذر شبو في برجا في 21/11/1950 .
- تلقى علومه الإبتدائية والثانوية في الكلية العلمانية اللبنانية في فرن الشباك وحاز منها على الشهادة الثانوية في الرياضيات في العام 1970 .
- نال شهادة في الطبّ العام من جامعة بوردو الثانية في فرنسا في العام 1977 .
- نال شهادة إختصاص في الجراجة العامة عام 1981 وشهادة إختصاص في جراحة العظام في العام 1983 من جامعة بوردو الثانية في فرنسا أيضاً.
- عضو في جمعية جراحي العظام في لبنان وجمعية أطباء العظام الفرنسيين وجمعية ترقق العظام الأميركية.
- عاد إلى لبنان في العام 1983 حيث بدأ ممارسة المهنة في مركز لبيب الطبي في صيدا.
- شارك مشاركة فعالة في إسعاف ومداواة جرحى الحروب المتتالية , فحاز على شهادات تقديرية من :
– حركة أمل في العام 1996 تقديراً للعطاءات الطبية والتضحيات التي بذلها أثناء العدوان الإسرائيلي في العام 1996.
– هيئة دعم المقاومة الإسلامية في العام 2001.
– مؤسسة الشهيد في العام 2001.
- في العام 2001 كان أحد المؤسسين البارزين للمستشفى المركزي في إقليم الخروب .
- شارك في العديد من المؤتمرات الطبية وورشات العمل العلمية.
- زاوج في حبه بين مدينة صيدا وبلدته برجا , فسكن مدينة صيدا التي سكنته هي أيضاً حتى العام 2001 حين إنتقل للعيش في ضيعته برجا التي أحبها عشقاً فحفظ مواويلها عن ظهر قلب ووضع أهلها في العين والقلب.
متزوج من السيدة رويدا معطي وله ولدان : منذر وجوليان.
رحمه الله وجعل الجنة مثواه مع الشهداء والصديقين